غزوة حنينلما فتح المسلمون مكة، اجتمعت قبائل هوازن
وثقيف وبني هلال، وقررت محاربة المسلمين. قرر القائد جيشي هوازن وثقيف مالك بن عوف
أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد ذلك من
حماس المشركين في القتال ويجعلهم يقاتلون حتى الموت، إن لم يكن للنصر فللدفاع عن الحرمات. وكان جيش المسلمين كبيراً بشكل أدخل
الغرور في قلوب بعض المسلمين، حتى كان بعضهم يقول لن نهزم اليوم من قلة، ولكن في طريقهم إلى جيش هوازن وثقيف
كان مالك قد نصب لهم
كمين في وادي حنين أصاب المسلمين بالصدمة والارتباك،
وأشيع أن محمد قتل، فبدأ المسلمون في الفرار والتراجع،
لكن محمدا استطاع أن يعيد الثقة لجنوده وحول الهزيمة إلى نصر، وسرعان ما فر المتبقي من
جيشي هوازن وثقيف في
أماكن مختلفة.
غزوة تبوكوقعت
غزوة تبوك في رجب سنة
9 هـ
في أعقاب فتح مكة وانتصار المسلمين في الطائف، فوصلت محمدا أخبار من بلاد
الروم تفيد أنَّ ملك الروم وحلفاءه من
العرب من لخم وجذام
وغسان وعاملة قد هيأ جيشاً لمهاجمة الدولة الإسلامية قبل أن تصبح خطراً على دولته، فما كان من محمد أن أرسل إلى القبائل
العربية في مختلف المناطق يستنفرهم على قتال
الروم، فاجتمع له حوالي ثلاثين ألف مقاتل تصحبهم عشرة
آلاف فرس. وبعد أن استخلف محمدٌ سباع بن عرفطة على
المدينة، وعلي بن أبي طالب على أهله، بدأ المسلمون سيرهم، وقطعوا آلاف الأميال عانوا خلالها العطش والجوع والحر ومن
قلّة وسائل الركوب، وقد سميت الغزوة "غزوة العسرة"، وقالوا إنَّها جاءت عسرة من الماء وعسرة من الظهر،
وعسرة من النفقة. وأما
الروم وحلفاؤهم فلما سمعوا بزحف جيش المسلمين أخذهم الرعب
فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في
داخل حدودهم، فتم النصر للمسلمين دون قتال.
عام الوفودبدأ الإسلام ينتشر ويذيع صيته بين العرب، وأصبح له قوة مهابة، فبدأت وفود
القبائل تأتي محمداً معلنة الدخول في الإسلام، فسمي هذا بعام الوفود. أرسل
محمد معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري إلى اليمن لدعوة الناس هناك، وأرسل
الرسل لملوك البلاد يدعوهم للإسلام.
حجة الوداعفي الخامس من شهر ذي القعدة من السنة
العاشرة للهجرة أعلن الرسول محمد عن عزمه زيارة بيت
الله الحرام حاجاً ، فخرج معه حوالي مئة ألف من المسلمين من الرجال و النساء، وقد استعمل على المدينة أبا دُجانة
الساعدي الأنصاري، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً : "
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمدَ والنعمةَ لك،
والملك، لا شريك لك ".
وبقي ملبياً حتى دخل مكة المكرمة، وطاف بعدها بالبيت سبعة
أشواط واستلم الحجر
الأسود وصلّى
ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها ، وفي اليوم التاسع توجه إلى
عرفة فصلى فيها الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر، ثم خطب خطبته الشريفة التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع.
خُطبة الوداعبعض الذي جاء في خطبة الوداع ما يأتي:
إن دمائكم وأموالكم حرامٌ عليكم،
كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوعٌ، ودماء
الجاهلية موضوعةٌ،
وإن أول دم أضعُ من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتله هُذيل. وربا الجاهلية
موضوعٌ، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهم بأمان الله، واستحللتم فروجهن
بكلمة الله. ولك عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح . ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم
ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله وأنتم تُسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد
بلغت وأديت ونصحت . فقال
بإصبعه السبابة ، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى
الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات
وفاتهفي صفر سنة
11 هـ
أصيب النبي محمد بالحمى
واتقدت حرارته، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق
العِصَابة التي تعصب بها رأسه. وقد صلى الرسول محمد بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل به
المرض، وطلب
من زوجاته أن يمرَّض في بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين
الفضل بن العباس
وعلي بن أبي طالب .
قبل يوم من وفاته أعتق غلمانه، وتصدق
بستة أو سبعة دنانير كانت عنده، وطفق الوجع يشتد ويزيد، وتقول بعض الروايات بسبب سم دسه له يهود بخيبر في
طعامه فينسب له أنه قال:
"يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر،
فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم". توفي
محمد في ضحى من يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11 هـ، وقد تم له ثلاث وستون سنة. وهذا يوافق 13 نيسان 634م. وقد دفن ببيته بجانب المسجد النبوي ( وليس
كما يعتقد البعض انه دفن في المسجد ولكن نلاحظ مع توسع المسجد لم يتوسع من خلف البيت لكي لا يصبح البيت داخل المسجد)
المسجد النبوي.حيث يقع قبر النبي محمد في المبنى ذي القبة الخضراء
معجزاتهإن المعجزة
أمر خارق للعادة يظهر على يد أحد البشر ، أن الرسول محمد
أتى بعدد من المعجزات موجودة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي؛ ويشير القرآن في عدة مواضع أن الرسول لم تؤت له آيات أو معجزات كآيات الرسل من قبله وإنما أوتي القرآن، وهو معجزته الأساسية
الباقية. من معجزات النبي محمد إنشقاق القمر ، و تسبيح الحصي بين يدية وهناك معجزات أخرى
القرآن
هو معجزة النبي محمد ومعجزة الإسلام التي تحدى بها العالم
أن يأتو بمثلها قال تعالى:
{قُلْلَئِنِ اجْتَمَعَتِ
الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهَذَا الْقُرْآَنِ لَا
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْلِبَعْضٍ ظَهِيرًا} فكان القرآن هو المعجزة
الأساسية التي جاء بها النبي محمد متحدياً العالم أن
يأتوا بمثلها، فكان القرآن معجزة الإسلام الحية، والتي تُعجز الناس حتى آخر العصور أن يأتوا بمثلها. ويتمثل إعجاز القرآن
بعدة مجالات منها:
لإعجاز اللغوي: حيث جاء القرآن
بلغة عربية فصيحة، قال القرآن:
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ
} وفي قوله:
{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا
غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} بيان إلى أن القرآن بيان عربي لا خطأ فيه، فكان الإعجاز اللغوي هو أول وأهم أسباب إعجاز القرآن، لذا لا يسمح علماء
السنة بترجمة ألفاظ القرآن، ويعتبرون ترجمة القرآن مستحيلة، بينما يسمحون بترجمة معانيه. والإعجاز اللغوي يشمل قوة اللفظ
وجماله، وصحة التكوين، وبلاغة الذكر والاختصار.